"آر بي أثليجر".. مشروع عائلي ريادي يبني علامة تجارية للألبسة النسائية الرياضية
كل ذلك بلوره الأشقاء؛ روان وبيان وعبد اللطيف العدوان، قبل أكثر من سنتين، ودفعهم لتأسيس مشروع ريادي في قطاع صناعة وتسويق الألبسة الرياضية.
يأتي ذلك في وقت تقول أرقام عالمية إن قيمة سوق الألبسة الرياضية العالمية ستبلغ قرابة 338 مليار دولار في نهاية العام الحالي، ولترتفع الى 380 مليار دولار في العام 2025. ويعمل الإخوة العدوان اليوم بجد وحماسة على مشروعهم الريادي الذي يحمل اسم "آر بي أثليجر"، ليختص باختصار في مجال تصميم وإنتاج وتسويق الألبسة الرياضية النسائية المحتشمة، طامحين الى تكوين علامة تجارية أردنية مميزة تخلق مقاربة في السوقين العربية والعالمية، لفهم احتياجات المرأة من الألبسة الرياضية المريحة والمحتشمة ذات الجودة العالية.
وقالت الشريكة المؤسسة، مديرة العمليات في "آر بي أثليجر"، روان العدوان "إن المشروع وإنتاجاته تستهدف شريحة السيدات بعمر 25 الى 45 سنة، ممن لديهن أنماط حياة وخلفيات مختلفة كنساء رياضيات وعاملات وغيرهن، لضمان المعايير الصحيحة التي تناسب الجميع بالاعتماد على تصاميم مدروسة تجمع بين رباعية الروح العصرية والاحتشام والراحة والجودة".
وقالت العدوان التي تحمل شهادة جامعية في أنظمة المعلومات الإدارية وتمتلك خبرة تزيد على عشر سنوات في مجال ريادة الأعمال والإدارة "إن الفكرة من إنشاء الشركة جاءت لسد حاجة ومشكلة موجودة في السوقين الأردنية والعربية، لأن هناك نقصا كبيرا في الألبسة الرياضية النسائية المريحة والمحتشمة وذات الجودة العالية من حيث الأقمشة".
وبينت العدوان، أنهم قاموا قبل تأسيس الشركة، بعمل مسح وسؤال النساء اللواتي يسعى المشروع لتلبية احتياجاتهن عن طبيعة المشكلات التي يواجهنها أثناء التسوق لشراء الملابس الرياضية، فقد كانت الردود غير متوقعة؛ حيث أوضحت الأغلبية أن التسوق في قسم الرجال هو طريقتهن المثلى للعثور على ما يبحثن عنه من احتشام وجودة عالية للأقمشة الرياضية.
من هنا، وفقا للعدوان، جاءت شرارة الانطلاقة للمشروع الذي يسعى المؤسسون ليصل الى العالمية، بإنتاج أردني خالص وبسواعد وفكر وتسويق أردني كامل، فليس هناك ما يمنع أن يكون هناك علامة تجارية أردنية في الملابس الرياضية تضاهي وتنافس الماركات العالمية، فهناك رياضات كرياضة الجري والدراجات والسباحة تحتاج الى "تصاميم وقصات" معينة تجمع بين الراحة والاحتشام والجودة.
ولفتت الى أن كل قطعة تمر برحلة من مرحلة الفكرة، مرورا بالتصميم حتى مرحلة الطرح في السوق، بالاعتماد على التغذية الراجعة من السيدات طيلة فترة الرحلة.
وقالت العدوان، إن الشركة تستخدم منصة رقمية "موقعا إلكترونيا" ووسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصا "انستغرام" وعبر الإعلانات، لعرض وتسويق منتجات الشركة، لا سيما للأردن والخليج والعالم.
وبينت العدوان أن ثلاثة تحديات رئيسية تواجه رواد الأعمال اليوم، وتتمثل في تحصيل التمويل، والإرشاد والتوجيه الصحيح للرياديين، والوصول الى الأسواق الخارجية.
وتنظر الشريكة المؤسسة ومديرة التسويق في الشركة بيان العدوان، الى المشروع على أنه "نابع من القلب قبل العقل"، لافتة الى أنهم جميعا، كمؤسسين، وضعوا مشاعرهم وحبهم في المشروع قبل الفكرة، لتلبية احتياجات النساء اللواتي يحاولن تشكيل نظام صحي ورياضي، ليشعرن بالثقة والراحة وهن يلبسن من قطع الشركة وتصاميمها من حيث الأقشمة والألوان والتفاصيل الأخرى.
وأكدت أن العمل في هذه الشركة من كل أطرافه أردني خالص، والتمويل ذاتي من الإخوة الثلاثة، ففي الأردن وفي صناعة الملابس، هناك العقول والطاقات والأدوات والمصانع، "فلماذا لا نصنع علامات تجارية تخصنا وننطلق بها الى العالم؟".
وقالت العدوان، التي درست تخصص التسويق "إن الطموح هو الوصول الى علامة تجارية عالمية من صنع أردني"، مؤكدة أن ما يدفعهم للاستمرار هو الإقبال المتزايد على شراء القطع من مختلف الجنسيات والحاجة المستمرة والمتزايدة التي لمسوها لوجود مثل هذه التصاميم التي تجمع ببساطة بين "الرياضة والاحتشام".
وعن رحلة ريادة الأعمال، قالت العدوان إنها تجمع "المتعة" و"الصعوبة" معا، وهي تتطلب أن يتحلى الريادي بمجموعة من الصفات منها الصبر والمثابرة، المتابعة والبحث، عدم الانطواء والتواصل والسؤال والحصول على الخبرات، والإرشاد من أصحاب الاختصاص، والتوافق مع شركاء وفريق منسجم.
ولفتت الى أن التطوير المستمر والمبادرة يمكن أن يقودا الريادي الى أن يصل الى منتج وخدمة مختلفة عن بدايات الفكرة تماما نتيجة التطوير المستمر، وقالت "إن الريادة يمكن أن تساعد الريادي على إيجاد نفسه في مكان يدر عليه ربحا ويمنحه فرص الاستقلال المالي بخلاف الوظيفة التي يظل فيها الإنسان تابعا لآخرين".
ومن جانبه، قال الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للمشروع عبد اللطيف العدوان "إن ريادة الأعمال ليست بالطريق السهلة، وهي مليئة بالصعوبات، وخصوصا في البدايات، وبالتالي فهي بحاجة الى صفة "المثابرة والإصرار" التي يمكن أن تساعد على النجاح".
ويرى العدوان أن ريادة الأعمال لا تصلح للجميع من حيث العقلية والسلوك، فهناك من يمتلك عقلية وقناعة البقاء في الوظيفة التقليدية، وهناك من يمتلك عقلية وجينات الريادة، ولكل منهما تحدياته وخساراته ونجاحاته.
بيد أنه أكد أن دائرة ريادة الأعمال تمنح الفرد الذي يتبنى فكرها الكثير من التعلم والممارسة وخوض المعارك والكثير من الخبرات وأحيانا في مجالات لم يتخصص بها دراسيا. ببساطة، قال العدوان "إن ريادة الأعمال تصقل شخصية صاحب الشركة الناشئة وتنميها وتطورها".
وقال "نريد أن نسهم في بناء مستقبل الرياضة النسائية من خلال توفير ملابس نسائية ملائمة ومريحة لممارسة الرياضة مع ضمان الالتزام بالمبادئ والعادات ومنح كل امرأة الفرصة في أن تمارس حياتها بأسلوبها الخاص المتفرد مع توفر خيارات محتشمة عالية الجودة".
الكاتب: إبراهيم المبيضين